مسجد جمعة في أردبيل، و الذي يسمى أيضًا في بعض المصادر مسجد الجامع، هو من بقايا مجمع كبير تم تشكيله في فترات تاريخية مختلفة. لكن ذروة البناء في مجمع مسجد الجمعة في أردبيل تعود إلى العصر السلجوقي. إلا أن تاريخ مكان العبادة هذا يعود إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث تم استخدامه كمعبد للنار، و ينسب تاريخه إلى الفرثيين.
و قد تم تدمير صحن المسجد و كذلك قنطرة الرائعة و كذلك رواقه أثناء الهجوم المغولي و لم يبق من المسجد إلا أجزاء لفترات لاحقة تشمل القبة و رواق الجامع الكبير. تعد مئذنة هذا المسجد الأسطوانية المبنية من الطابوق إحدى آثار العصر السلجوقي.
و بما أن بناء مسجد أردبيل الكبير يعود إلى ما قبل العصر السلجوقي، فإن مخططه ليس باربعة إيوان كما هو شائع في العصر السلجوقي و يوجد تحت القبة ممرات و أروقة تسهل مرور الأشخاص بحسابات دقيقة و تستخدم أيضا أثناء الاحتفالات الدينية و يمكن رؤية هذه الممرات على شكل تقاطع طرق، و يبلغ طول كل من هذه الممرات تحت الأرض حوالي 2 متر.
المساحة الرئيسية للمسجد مربعة الشكل و مزينة بل قطار بندی ( تعتبر ربطات الزخارف على شكل شرائط أحد الزخارف الإيرانية الرئيسية للأسطح) و بالفسيفساء و البلاط و في كل ركن من أركان القاعة مثلثات ذات فتحات كبيرة، لكل منها فتحات مستطيلة تستخدم لدخول الضوء و الإضاءة إلى منطقة المحراب.
تعد تیر پوش ( هي عبارة عن مجموعة من الهياكل الحاملة تتكون من جدران خشبية ذات عوارض عمودية أو جدران من الطين و الطابوق و الصخر مغطاة بعوارض خشبية أفقية و طبقات عليها) للمسجد من بين الأجزاء المثيرة للاهتمام في هذا الهيكل و توضع هذه الأغطية للعوارض على أعمدة خشبية بأبعاد 15 متراً و ترتكز جميعها على قواعد من الصخور و يوجد نقش فوق المدخل الخشبي الذي يظهر بشکل بارز بمسامير حديدية.
أما الجزء الآخر من المبنى فهو المسجد القديم الذي يتكون من 4 قناطر بالإضافة إلى القبة. هيكل المبنى مصنوع من الطابوق و نادرا ما يظهر فيه البلاط.
يوجد في غرب و شرق قبة مسجد الجمعة ثلاثة طاق نما ( شرفة ضيقة مبنية أمام الغرفة) من كل جانب، و بين كل طاق نما ممرات ضيقة للمرور إلى أجزاء مختلفة، بما في ذلك قاعة الصلاة و الصحن الكبير. الشرفة المجاورة للقبة هي أحد الأجزاء التي يستخدمها السكان المحليون و بنفس الممرات يؤدي هذا الرواق إلى المحراب من الجهة الجنوبية و من الجهتين الغربية و الشرقية إلى الممرات تحت الأرض.
إذا كنت مهتمًا بالتاريخ و مشاهدة المباني القديمة المتبقية في قلب التاريخ، فلا بد لك من زيارة مسجد الجمعة الخاص به خلال رحلتك إلى أردبيل.