كهف کلماکره

كانت لورستان بمناخها الجبلي في وسط جبال زاغروس ، مهد الحضارة الإنسانية ، و اكتشفت الاثار البرونزية ، و وجود كهوف مثل میرملاس، و باسنغر، و غرارجنه و کلماکره التي يعود تاريخها إلى 40 ألف عام قبل ميلاد يسوع  و مدينة شابور خاست ، جسور مثل كشكان و بلدختر، دليل على تاريخ و عصور هذه المنطقة.

يقع كهف کلماکره على بعد حوالي 15 كيلومترًا شمال غرب بلدختر. على الرغم من أن هذا الكهف أقرب إلى  بلدختر، إلا أنه وفقًا لأقسام الدولة ، يقع في رومشغان، إحدى وظائف مدينة کوهدشت. يقع هذا الكهف على منحدرات جبل مله أو مهلة ، على ارتفاع 650 مترًا فوق مستوى سطح البحر. آخر قرية هي باغ درة، و بعد ذلك عليك أن تسافر في طريق ترابي ، صعودًا و هبوطًا و ممرًا جبليًا لمدة 3 ساعات تقريبًا للوصول إلى الكهف. يوجد طريق جبلي يصل إلى مدخل الكهف ، لذلك لكي تذهب و ترى هذا الكهف ، يجب أن تكون مجهزًا بمعدات تسلق الجبال و ريادة الكهوف.

لن تلاحظ وجوده حتى تقترب من الكهف ، لأن مقدمة الكهف تسبق مدخلة بمتر و نصف ، و نتيجة لذلك يكون مدخل الكهف مخفيًا عن الأنظار. يحتوي هذا الكهف الطبيعي على صواعد و معلقات أو ما يسمى نوازل الكهوف و صواعد  الکهوف، و التي تم تدميرها بشكل لا يمكن إصلاحه من قبل الناس الذين دخلوا هذا المكان.

كان وجود أواني الطعام الكبيرة و البُرَيْكَة ذات المياه النقية و الأواني الفخارية في مدافن الناس علامة على الحياة المبكرة للإنسان في الكهف. يحتوي هذا الكهف على 4 قاعات متتالية. فقط الصالة الأولى ، التي تقع عند مدخل الكهف ، لديها القليل من الضوء ، و الذي يحصل أيضًا على ضوءه من مدخل الكهف. القاعات الثلاثة الأخرى مظلمة و خالية من الضوء. من ممر طوله 80 سم ، يمكنك الذهاب إلى القاعة الثانية ، و بتسلق ارتفاع حوالي ستة أمتار ، يمكنك الوصول إلى الصالتين الثالثة و الرابعة.

تم اكتشاف هذا الكهف عام 1368 من قبل راعي يدعى "عزيز" و بعد ذلك لاحظه الباحثون و علماء الآثار. بالطبع ، للأسف ، تم نهب جزء كبير من الكنز الموجود في هذا الكهف و نقله إلى متحف المتروبوليتان و المتحف البريطاني (بریتیش میزیوم)  و متحف اللوفر و مع ذلك ، مع القطع الأثرية القليلة التي تم الحصول عليها من الكهف و المهربين ، وصلوا إلى هذا الاستنتاج علماء الآثار إلى أنه قبل حوالي 800 عام من التاريخ ، حكم الحكام المحليون الذين يطلق عليهم " سمتی " أو " ساماتوره " في هذه المنطقة تحت حكم مملکة عیلام. يعتقد البعض أنه بعد نهاية حكم عيلام ، أخفى "اون ساك" ، آخر ملك ، هذا الكنز الثمين في هذا الكهف لحمايته من الآشوريين و عين عليها حراسًا ، و قتل هؤلاء الحراس فيما بعد و دفنوا في باب الكهف. يعتبر البعض أن هذا الكنز هو الكنز الأخميني الذي أخفوه في هذا الكهف أثناء هجوم الإسكندر على إيران ، و البعض الآخر يعتبرونه وظيفة طقسية  و يعتقدون أن الأشياء التي تم الحصول عليها من هذا الكهف (13 ماعز بري  ، و 8 ثيرانًا و عُقابین) هي رمز ميثرا ، أو أن وجود صورة أسد فوق ثور يذكرنا بطقوس الميثرائية و معناه سبب آخر أن هذا الكهف هو میثرایي. تتكون کلماکره أيضًا من كلمتين "کلما" تعني ماعز و کل و "کره " تعني شجرة التين الجبلي ، و كلا الماعز و شجرة التين هما رمزان الميثرائية.

تشمل الأعمال الموجودة في هذا الكنز قرن الشراب و التماثيل البشرية و الحيوانية و الأطباق و الفخار و الزخارف الذهبية و الفضية و الوجوه الذهبية المزخرفة باللازورد و العاج. يتم استيراد الحجارة و العاج من بدخشان ، أفغانستان. معظم الكتابات على الأشياء مكتوبة بالخط العيلامي و المسماري ، و في نقش وجد ، تم ذكر 17 من الملوك و من هؤلاء ، كان أربعة منهم يحملون لقب ملك ، و كان الباقون تابعين لهؤلاء الأربعة.