تُعرف يزد بأنها محافظة جافة و صحراوية ذات أشعة الشمس الحارقة و انخفاض هطول الأمطار السنوي. لكن هذه الأرض المشمسة نفسها بها مناطق ریفیة على سفوح الجبال مع أنهار مليئة بالمياه و أزقة حدائق بأشجار الرمان و الفستق التي تضفي جمالًا مضاعفًا الی الصحراء .
40 كم من يزد يوجد جبل يسمى شيركوه و نبع يسمى غربالبيز. أليس صحيحًا أنه حيثما توجد مياه في صحراء إيران ، ستكون هناك مستوطنات و بلدات و مدن؟كان دور نبع غربالبيز في مهریز هكذا. لها عين تنبع مياهها من مرتفعات شيركوه. جمعت هذه المياه الناس حولها ، تم بناء منزل ، ثم مدينة و حضارة تعود إلى البارثيين.
على بعد 10 كم من مهریز في قرية "مدوار" ، يوجد منخفض طبيعي حيث تفيض المياه الصافية من الجبال المحيطة و تتحول إلى بحيرة طبيعية كل عام خلال موسم الأمطار و السبب في اسمها هو وجود العديد من الثقوب على سفح الجبل ، و التي يغلي منها الماء عند هطول الأمطار ، و تفيض في الجبل و تخلق نبعًا كبيرًا في نفس الثقب و تعتبر هذه الثقوب شبيهة بالمنخل الذي يخرج من خلاله الماء و تنتشر على مساحة 40 مترا مربعا. من خصائص هذا الربيع مياهه الزرقاء الصافية ، التي لم تنخفض جودتها على مر السنين و القرون.
بجانب هذا النبع القديم ، كانت هناك أيضًا حضارة قديمة ، حضارة نسبها علماء الآثار إلى العصر البارثي خلال الحفريات التي استمرت 75 يومًا في عام 2000 میلادی. اكتشاف 35 قبراً في مساحة 2000 متر مدفونة بشكل جنين و تواجه الشرق و وجود أواني فخارية و حجرية و زخارف صغيرة في هذه المقابر ، مما يدل على إيمان سكان هذه المنطقة بالحياة بعد الموت. إن نوع وضع هذه الأواني في القبور و الفخار المكشوفة هو تأكيد على أن هذه المنطقة تعود إلى العصور البارثية.
في هذا الاستكشاف الذي استمر 75 يومًا ، نجح علماء الآثار في اكتشاف بقايا مبنى في جنوب غربالبيز ، و هو أقدم بقايا أثرية في محافظة يزد. المادة الرئيسية المستخدمة في هذا المبنى هي الطين الخام و في بعض الحالات تم استخدام الحجر لمزيد من القوة. تم بناء هذا المبنى في منطقة شبه منحرفة بمساحة 2200 متر مربع ، له مدخلين أحدهما في الشمال الشرقي و الآخر في الشمال الغربي. كان المدخل الشمالي الشرقي أكثر رسمية و استخدم حتى المراحل الأخيرة من استخدام المبنى. يبدو أن المدخل الغربي ، الذي ربما كان مخصصًا للناس العاديين ، قد تم غلقة عمداً في المراحل الأخيرة من استخدام المبنى. يقع الجزء الرئيسي من المبنى في الجنوب و يضم رواقين و ممرين على الجانبين و غرفة صغيرة في الخلف و محاطة بسور سميك و سطحه الخارجي مصنوع من الحجر.
هذا الموقع القديم ذو النبع القديم ، بهواءه اللطيف ، هو أحد المنتجعات الكبيرة و المهمة لأهالي محافظة يزد ، المليئة بالمسافرين و السياح في أيام العطلة. لعدة سنوات ، تم تشكيل المناظر الطبيعية الجميلة حول هذا النبع بمرافق توفر الراحة للمسافرين.