سقز هي مدينة جبلية تقع في غرب إيران و بين جبال زاگروس، و في شمال محافظة كردستان . هذه المدينة التاريخية التي تقع على مفترق طرق سنندج – میاند وآب و بانه السريع ، بالإضافة إلى المعالم الأثرية مثل تل زیویه و کهف کرفتو ، يوجد بها آثار تاريخية مثل السوق القديم و حمام الحاج صالح و مسجد الشيخ مظهر و مسجد دو مناره ( بقبتین ) وتقع معظم هذه المعالم التاريخية في السياق القديم ، و تقع المدينة حول السوق .
مسجد سقز دو مناره ؛ أقدم مسجد في المدينة ؛ و مبنی هذا المسجد يعود إلى العصر الإسلامي ، يقع في الجزء القديم من المدينة ، في شارع الإمام خلف حسينیة سقز . يقع هذا الحي القديم في حي واقع بين قلعة سقز و التل التاريخي للمدينة . جهات هذا المسجد الأربع مفتوحة : من الشمال إلى شارع الإمام ، و من الجنوب إلى الحوضخانة ، و من الغرب و الشرق إلى الزقاق و الممر .
يعتقد السكان المحليون أن المبنى يعود إلى زمن الشيخ حسن مولان آباد ، العالم و عالم الرياضيات و يعتقد أنه عندما كان نادر شاه أفشار يمر عبر سقز للذهاب إلى بغداد ، طلب هذا الصوفي سقزى من الملك بناء المسجد ، و أمر نادر شاه أيضًا ببناء هذا المسجد الذي أصبح يعرف فيما بعد بمسجد الشيخ حسن مولان آباد بين الناس .
و إذا قبلنا هذا الوعد فإن تاريخ هذا المسجد يعود إلى بداية العصر الأفشاري ، إلا أن الباحثين في الأبحاث التي قاموا بها حول تبليط المسجد يعتبرون أن تاريخ بنائه هو نهاية العصر الأفشاري و بداية العهد من العصر الزندي و يمكن أن يعزى ذلك إلى ترميم المبنى في الفترتين الأفشارية و الزندية .كان المكان الذي بني فيه المسجد ذو سطح مائل ، و قد أعد المعماريون منصة حجرية لتسويته و بنوا المسجد عليه . هذا المسجد ذو المخطط المربع مصنوع من الطين و القرمید الخام و الطوب و الخشب و البلاط بالألوان الأخضر و الأزرق و الأصفر و الأسود .
قد ضاعف الخشب المستخدم في السقف و الأعمدة من جمال هذا المسجد ، كما يظهر عمر المسجد بشكل واضح . واجهة المسجد عبارة عن رواق طويل ذو أعمدة و أعمدة خشبية مستديرة تحمل ثقل سقف الرواق ، و من بين المواد الخشبية الأخرى المستخدمة في هذا المسجد ، يمكن أن نذكر السور الخشبي حول الرواق و سقفه. سقف الرواق مصنوعة من الخشب الصلب و يبلغ طولها 5 أمتار. تُستخدم هذه الشرفة الخشبية الجميلة أيضًا كمسجد صيفي .
مدخل هذا المسجد على الجانب الغربي له واجهة جميلة من الطوب مع بلاط أصفر و أسود و أخضر و على رأس باب المدخل كلمة " علي مدد " محفورة بعقد من الطوب و الجیرة ( هي مجموعة من خمسة طرق للتبليط التي أُستخدمت كأنماط في زخرفة المباني في العمارة الإسلامية ) . صحن المسجد الجميل ، و هو مكان للعبادة و الجماعة ، يقع في الجهة الشرقية ، و تبلغ مساحته 120 متراً. يقوم هذا الصحن على أربعة أعمدة خشبية ، أربعة أعمدة هي من نوع و شكل أعمدة الرواق .
و يمكن رؤية تجاويف مستطيلة ذات أحجام مختلفة على شكل نتوءات على جدار الصحن ، و التي تبدو و كأنها مكان لتخزين الكتب و الملحقات المتعلقة بالمصلين . يوجد المحراب في الجانب الجنوبي من المسجد.
خلال التجديدات التي تمت في هذا المسجد في السنوات السابقة ، لم يبق من الماضي البعيد إلا الشيء الوحيد الذي حافظ على طرازه و طرازه القديم هو القوس الهلالي للمحراب ، الذي كتب عليه عبارة " بسم الله الرحمن الرحيم " تم نقشها ، و تم بناء غرفتين في الجانب الغربي ، و كان في يوم من الأيام قاعة دراسية للطلاب للدراسة و المناقشة و من جماليات هذا المسجد التي تجعله فريداً هی الحوضخانة و مئذنته و يعود اسم المسجد إلى المئذنتين الموجودتين في شرق هذا المسجد و غربه و من خصائص المآذن أن نصف المئذنة داخل سور المسجد و نصفها الآخر خارجه .
لجعل المئذنة قوية قدر الإمكان ، تم وضع أساسها بالحجر و جدرانها مصنوعة من الطوب ، و الطوب المستخدم في المئذنة أكثر بكثير من بلاطها و في بعض أماكن المئذنة تم تزيين البلاط الملون و المزجج مما يجعل المئذنة تبدو بسيطة . على سطح المسجد ، حيث يمكنك رؤية ارتفاع المآذن ، يوجد باب يمكن الدخول منه إلى المآذن ، و إن لم يكن لعامة الناس ، فقط للمؤذنين و حارس المسجد و في أقصى الجهة الجنوبية ، على شكل مربع ، توجد حوضخانة (إنها مساحة صيفية و عادة ما يكون لها شكل مثمن ) ، لها قبة تعكس الضوء على ماء البرکة ، فيكون مكان الاغتسال و الوضوء مضيئا ً.
توجد منصات حول هذا الحوضخانة حتى يتمكن المصلون من الوضوء بسهولة . كانت هذه الحوضخانة مليئة بمياه قنات الصافية ، و لكن الآن بسبب حالات الجفاف المتتالية ، لم تعد هناك أخبار عن القنات أو مياهها و في الجهة الشرقية من الرواق قبر أحد أئمة الجماعة اسمه سيد حكيم و بحسب النقش الموجود على مشكاة هذا القبر ، فإن أقدم ترميم يعود إلى عام 1329 هـ..
تم تجديد مسجد دو مناره بشكل متقطع منذ عام 1378 و كان هذا التجديد على شكل تجصيص الشرفة ، و تغليف السقف و إصلاح الجدران و الأعمدة و التيجان . تم تسجيل هذا المسجد في قائمة الآثار الوطنية عام 1380 برقم تسجيل 2600.