يروي " محمد ابن الطبري" المؤرخ الإيراني المعروف بأبي العلوم و التاريخ و التفسير ، قصة نار ري الأبدية كالتالي : " یزد گرد الإمبراطور الساساني ، عندما كان في المعركة مع التازیان ( هو اسم يطلقه الإيرانيون على العرب ) أخذ النار الأبدية من الري ، ثم في طريق عودته ذهب إلى كرمان و بعدها وصل إلى خراسان، بنى معبدًا للنار على بعد فرسخین من مَرو للحفاظ على النار.
هيكل مصنوع من الحجر و الصاروج و الطين ، على تلة واسعة ، تحيط به الحقول و القصب ، و تعلوه سماء مفتوحة و واسعة ، يقع بالقرب من دار الخلافة في طهران ، و يظهر تاريخًا طويلًا .
تُعرف " معبد نار بهرام " باسم " معبد نار ری " أو " معبد نار بهرام گور " و أيضًا في الآونة الأخيرة باسم " ميل ". هناك تكهنات بأن جزءًا على الأقل من الهيكل المكون من عدة طوابق يمكن اعتباره عرشًا و جناحًا ملكيًا .
حول تلة ميل التاريخية يوجد سهل على حافة الصحراء و هو مكان مناسب لنمو النباتات و يظهر عليه تاريخ طويل من المزارع . الوقت الذي كان فيه الفلاحون الزرادشتيون يزرعون الأرض و یشتغلون فيها .
هناك اختلاف بين المؤرخين بتاريخ بناء تل میل ،. و يعتبرها البعض مرتبطة بالعصر الأخميني ، و البعض يعتبرها بالعصر الساساني و مع ذلك ، في عام 1313 م، أجريت الحفريات الأثرية في تل ميل .
و أخيرا ، في عام 1334 ، و بجهود وزارة الثقافة و الفنون ، تم تسجيل اسمه الخالد في قائمة الأعمال الوطنية لإيران . و غني عن القول أن هذا التل القديم تضرر في عاصفة عام 2015 ، و لكن لحسن الحظ ، مع التجديدات ، أصبح من الممكن زيارة هذا التراث القديم بالقرب من العاصمة مرة أخرى .الهيكل الذي بقي حتى اليوم من تل ميل هو بقايا هيكل كبير ذو أربعة أقواس لا يزال ينظر بثبات إلى السهل . المبنى ، إلى جانب الأروقة و الممرات و أجزاء من الشرفة و السلالم ، التي تستمر في إظهار مجد العمارة الإيرانية القديمة للزوار بعد قرون .
و من المثير للاهتمام أنه يعتقد أن بقايا " پادیاو " أو ما يعادلها حديثا " پاسیو " الذي كان مكانا للغسل و التنظيف في معابد النار ، موجودة أيضا في هذه المنطقة و يشبه هذا الهيكل " إيوان المدائن " في تيسفون و " قصر ساساني كيش ".
يتم الاحتفاظ بأمثلة من زخارف الجصیة لمعبد النار هذا ذو المظهر الحیوانات و النبات و اشجار العنب و عنقود العنب و الزهرة الثمانية و ورق قصوان شائع و الشمس و الأسماك في متحف إيران القديمة . في الجزء السفلي من الهيكل ، يوجد ممر ضيق يغطي القاعة بأكملها ، و التي تم بناؤها خلال طقوس الزرادشتية لإبعاد النار عن ضوء الشمس . كما تم اكتشاف جرار كبيرة في الحفريات الأثرية . يمكن الوصول إلى تل ميل من قرية " قلعة نو " التاريخية ، على بعد اثني عشر كيلومترًا جنوب شرق " شهر ري " باتجاه " ورامين ". بالقرب من القرية توجد لافتة توضح الاتجاه و مما لا شك فيه أن التواجد في هذا المكان القديم لا يربط كل إيراني بخلفيته التاريخية فحسب ، بل يمكن أن يؤدي إلى حماية أفضل و أكثر لهذا المبنى التاريخي الراسخ .