مدینة قم هي واحدة من أقدم المدن في إيران و تعرف اليوم بأنها ثاني أكبر مدينة في مجال السياحة الدينية بعد مشهد. مما لا شك فيه أن وجود ضريح حضرة معصومة في هذه المدينة هو السبب الرئيسي لهذا الموقف. لكن إلى جانب الضريح توجد آثار تاريخية أخرى في قم ، و للأسف لا يمكن زيارة بعضها بشكل طبيعي.
مدرسة جهانغير خان هي واحدة من هذه المباني التي ، وفقًا لسجلاتها ، لا تزال من العصر الصفوي. تم بناء هذه المدرسة بجوار مسجد قم الكبير أو مسجد عتيق بهندسة معمارية جميلة و هي واحدة من الأماكن الأقل شهرة في المدينة.
مدرسة جهانغير خان ، التي تُعرف أيضًا باسم مدرسة جاني خان ، في حي مسجد الجمعة ، و التي كانت تُعرف باسم شارع بوابة ري في الماضي ، تُعرف الآن بأنها واحدة من أكثر مدارس نشاطًا في البلاد.
يقع مدخل مدرسة جاني خان قم مباشرة أمام مدخل مسجد جامع قم و يمكن الوصول إليه من شارع آذر.
في هذه المنطقة ، يمكنك أيضًا زيارة السوق التاريخي لمدينة قم ، و خزان المیاه و منطقة شادقولي خان ، و التي كانت جزءًا من تل شادقولي خان القديم و التي أصبحت الآن مطعمًا تقليديًا ، بالإضافة زیارة منزل يزدان بناه القديم و التاريخي.
يذكر في بعض المصادر أن هذا المبنى شيده أحد حكام الإلخاني المحليين المسمى جاني خان ، و الذي كان أيضًا مؤسس مسجد جامع قم. بالطبع ، إذا قبلنا هذه الفرضية ، فإن هذا المبنى يعود إلى ما قبل العصر الصفوي و حوالي القرن الثامن الهجري ، و هو نفس الوقت الذي تم فيه بناء المسجد بجوار المدرسة.
كانت هذه المدرسة النشطة في العصر الصفوي و حتى العصر القاجاري و تمتعت بازدهار كبير بين العلماء و طلاب العلوم الدينية. و بحسب الوثائق المتوفرة ، في عام 1277 هـ عندما تم تدمير مبنى المدرسة ، حاول ميرزا نصرالله جركاني تجديد بناء هذه المدرسة و بسبب حصوله على أوقاف كثيرة للمدرسة من ناصر الدين شاه قاجار ، أصبحت تعرف باسم مدرسة الناصري. استمر هذا التجديد للمبنى حتى عام 1287 و المبنى الحالي مرتبط بهذا الوقت. يهدف وقف هذه المدرسة إلى دفع تكاليف تعليم طلاب العلوم الدينية. حتى من جزء من دخل هذه الأوقاف ، تم بناء مدارس دينية جديدة ، من أهمها أرض حوزة الإمام الخميني ، و التي أقيمت لتعليم الطلاب الدوليين.
تم تسجيل مدرسة جهانغير خان في قائمة الآثار الوطنية لإيران برقم 1987.