تعود بداية الحياة و عصور هذه المدينة إلى عصر ما قبل الإسلام، و هذا ما تؤكده اللغة المحلية للشعب، و هي إحدى اللهجات الباقية من اللغة البهلوية في العصر الساساني، و كذلك المبنى الساساني الذي يشكل جزءًا من مبنى مسجد الجامع في كوهپايه و لكن بسبب تدمير المقابر القديمة ، لم يتبق أي نقش يرشدنا في معرفة الوقت التقريبي لتشكل السفوح و لكن ما يمكن قوله على وجه اليقين هو أن هذه المدينة، المجاورة للصحراء الوسطى في إيران، هي من آثار مرور القرون. كما أن وجود الأسماء القديمة لقرى المنطقة يدل على قدمة المنطقة. مثل : پينارت ،و دنارت ،و اسپارت ،و کار ، و تيميارت ،و اسپينا ،و ايچي ، و جنديج ،و فارفاآن ،و کفران.
مدينة كوهپايه : تقع على بعد 70 كيلومتراً شرق أصفهان، بين طريق أصفهان – نائین ، و فيها ثلاث مدن مسماة ( كوهپايه، و سگزي ،و تودشك ) و أيضاً 3 قرى بأسماء ( جبل، و زفره ،و سيستان )، و 27 قرية، و 409 مزرعة . تتمتع هذه المدينة التي تبلغ مساحتها 4 آلاف كيلومتر مربع و 30 ألف نسمة، بمناخ معتدل و جاف، و تغطي مساحة واسعة تمتد من الشمال إلى جبال جبل و فشارک الشاهقة، و من الشرق إلى نائين و مدينة أصفهان من الغرب و إلى شهرضا و جرقویه من الجنوب.الأنشطة الرئيسية للشعب هي الزراعة و البستنة و تربية الحيوانات. كما يعتبر البُسط و السجاد من سبل عيش أهالي هذه المنطقة. لا توجد معلومات دقيقة عن اسم بلدة كوهپايه، لكن وجود منطقة تسمى جبل بالقرب من هذه المدينة و موقعها شمال سفوح جبل و فشارک يمكن أن يدل على اسمها. المعالم الطبيعية و من أهم المعالم الطبيعية لهذه المدينة هي القرى المحيطة بها و التي تعتبر رائعة جداً نظراً لطقسها الرائع و طبيعتها الخلابة.منها المناطق الجبلية جبل و زفره و فشارک و سنگ زبر و تودشك و التي تعتبر من المناطق الریفیة و تتمتع بمناخ لطيف في سفوحها، بالإضافة إلى نبع زفره الحار (ورتون) الذي تعرف بالشفاء الأمراض الجلدية منذ عهد الشاه عباس الصفوي كانت موضع اهتمام على الإطلاق و من المعالم السياحية الأخرى في كوه پايه، يمكننا أن نذكر مزرعة الحاج حسن، و هي المكان الذي يتم فيه إنتاج الأفلام.نظرًا للموقع الجغرافي للسفوح، يبدو أن الناس المجتهدين و الحيويين هناك قد استفادوا من ذوق و فن و موهبة أهل أصفهان و تواضع أهل يزد و نايين. كما ذكرنا سابقًا ، فإن اللغة الأم لهذا المنطقة هي إحدى اللهجات الباقية من اللغة البهلوية في العصر الساساني، و التي سيكون الاهتمام بها و جمع كلماتها هو الأساس لتعزيز اللغة الفارسية الدریة. لقد تمتعت هذه المنطقة، في الماضي و الحاضر، بثراء ثقافي خاص، و قدمت إلى المجتمع الإيراني نخبة و شيوخًا جديرين في مجال العلوم و الأدب و المعرفة الإسلامية و الشعر.
شيوخ مثل مولانا عناية الله قهپایی ، الذي كان له خبرة و بصيرة في جميع العلوم المشتركة، و خاصة الرجال و الحكمة، و صنف العديد من الكتب. الأمير فيض الله بن عیاث الدين محمد الطباطبائي، و الأمير السيد قاسم محمد حسن الطباطبائي، و السيد أبو القاسم أحمد بن محمد، و أبو القاسم امري، و بقایی قهپایه ای ،و جلال الطباطبائي، إلخ و تحظى الحرف اليدوية للسجاد المنسوج يدويًا في هذه المنطقة، و المعروف بتصميم لچک ترنج ( أنه أحد أقدم و أشهر تصاميم السجاد الإيراني. يعود تاريخ هذا التصميم إلى القرن الخامس عشر و قد تم تطويره في البداية على يد السلاطين التيموريين. عادة ما يكون هذا التصميم على شكل معين أو سداسي الشكل مع وجود برک في منتصف السجادة و تيارات من الماء تتصل ببرک أصغر) مع الصباغة التقليدية، بشهرة عالمية مثل سجادة نایین.
و بسبب تربية الحيوانات، يعمل سكان المنطقة أيضًا في نسج السجاد و نسج السجاد من صوف الإبل و الأغنام و تشمل المنتجات الزراعية المحلية لهذه المنطقة: الرمان، و العناب، و الفستق، و الزعفران، و اللوز، و الجوز ، و الحليب و مشتقاته ، و الکشک ( هو منتج حليب يقوم الرعاة بإعداده عن طريق غلي اللبن و تحبيبه و تجفيفه) و الزبادي ، و القارا (و هو أحد أنواع منتجات الألبان التي يكون لونها أسود أو بني و أحياناً أبيض أو أصفر و لها طعم لاذع).