يعتبر حمام أو گرمابه قاجار من أشهر الوجهات السياحية في قزوين و يزور آلاف السياح هذا الحمام التاريخي و الجميل كل عام. يعتبر هذا الحمام الكبير جدًا، ذو الهندسة المعمارية الفنية و البلاط اللازوردي الدقيق، أحد أجمل الحمامات في إيران، و الذي أصبح الآن "متحف أنثروبولوجيا قزوين" لسنوات عديدة. يقع حمام القاجار في أحد أحياء قزوين القديمة و يسمى "حي عبيد زاكاني". يعود بناء هذا الحمام إلى العصر الصفوي؛ عندما قام الشاه عباس الثاني بتعيين " امیر گونه خان قاجار" مسؤولاً عن بناء هذا الحمام الجميل، و كان هذا الحمام يسمى "حمام الشاه" في العصر الصفوي، و لكن بما أن الشخص المسؤول عن بناء الحمام كان جنرال قاجاري تغير اسم الحمام "حمام قجر" و كان لسنوات عديدة أهم الحمامات في المدينة و كان يستخدمه أشخاص مختلفون من مختلف الطبقات الاجتماعية. لكن في عام 1379، تم شراء هذا الحمام من قبل التراث الثقافي و تسجيله كنصب تذكاري وطني، و بدأ مشروع ترميمه، و ثم تم تحويله إلى متحف.
"حمام قجر " تبلغ مساحته الأرضية أكثر من ألف متر و يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية: السربينة (أو غرفة تبديل الملابس في الحمام)، و المياندار (مساحة تخلق الفرصة للجسم للتكيف مع الفرق بين درجة الحرارة في الداخل و درجة الحرارة في خارج الحمام) و خزینه الحمام (مكان الغسل و التدليك) و گرمخانه ( مكان الاستحمام ) موجودة أيضًا و كان هذا الحمام يحتوي على جزء منفصل للرجال و النساء لاستخدام.
للدخول إلى الحمام عليك المرور من بابه الخشبي و اجتياز الدرج الحلزوني الذي يوصلك إلى الأسفل و دخول السربينة ( السربينة عبارة عن مساحة ذات قاعدة مثمنة الشكل، مقسمة إلى مساحتين مختلفتين بواسطة ثمانية أعمدة و المساحة الوسطى هي مكان المرور و هي مغطاة بسقف مرتفع و مزخرف. المساحة المحيطة التي تكون أرضيتها مرتفعة هي المكان المناسب لخلع الملابس و الاستراحة، المساحة الوسطى بها حوض مثمن في الوسط و زخارف معلقة في السقف). يوجد في سربينة برکة كبيرة باللون الأزرق في المنتصف و له مخطط سداسي، حيث من المحتمل أن أمين صندوق الحمام كان يجلس في إحدى هذه الزوايا و يأخذ متعلقات العملاء و من جماليات هذا الحمام، بصرف النظر عن الهندسة المعمارية الجميلة و البلاط الأزرق السماوي و السقف الجميل على شكل قبة، وجود منحوتات ذات تصميم طبيعي للغاية في الحمام، و التي تظهر الأشخاص و هم يغتسلون و یحصلون التدلیک و يعطي الشخص الشعور أنه یعاد إلى الماضي.
الحمامات في إيران، بصرف النظر عن الهندسة المعمارية الجميلة و نظام التدفئة و التدفق المعقد للمياه الداخلة و الخارجة، تتمتع بثقافة غنية و مثمرة؛ تتضمن ثقافة الحمام في إيران قصائد و أمثال مثيرة للاهتمام و مهن مختلفة و عادات خاصة أصبحت منسية الآن. في الواقع لم يكن الحمام في إيران القديمة مكانًا للاغتسال فحسب، بل كان يُعتبر أيضًا جزءًا من المجال العام و مكانًا للتواصل الاجتماعي و قضاء الوقت و يسمى رئيس الحمام بالحمامي، و هو الشخص الذي كان يتولى إدارة الحمام و كان يذهب بين الزبائن و يلقي النكات و يجعل أجواء الحمام ممتعة بالنسبة لهم و يقال أن شعب الحمامي كانوا في الأساس أناسًا كرماء و لم يطلبوا شيئًا من الفقراء و تشمل الوظائف الأخرى في الحمام "تونتاب" (المسؤول عن التدفئة و تنظيف الحمام)، و"دلاك" (الشخص الذی ينظف أجساد الناس)، و"مشتمالچی " (الشخص الذی يقوم بتدليك الناس)، و "بادو" (المسؤول عن ترتيب الأحذية، و یمنحه المناشف الجافة ).
من خلال زيارة حمام قزوين، فإلى جانب رؤية أحد أجمل و أكبر الحمامات التاريخية في إيران، يمكنك أيضًا زيارة متحف قزوين للأنثروبولوجيا؛ حيث يتم عرض التنوع العرقي و الثقافة الغنية لهذه المدينة بشكل فني. في سربينة الحمام ، يظهر التنوع العرقي في قزوين من خلال تماثيل المجموعات العرقية المختلفة مثل تات،و قزويني، و الأكراد ،و المراغيين و الأتراك ، و يمنحك الشعور بأنك بين أناس حقيقيين.
أما الجزء الآخر من الحمام فهو مخصص لعرض عادات و مهن مدينة قزوين، حيث توجد تماثيل مختلفة لنساء و رجال و أطفال يرتدون الملابس التقليدية الجميلة، و يعملون، و يخبزون الخبز و الحلويات، و ينسجون السجاد، و يفلحون، و يبيعون، و يعلقون العنب على خيط و إنتاج الزبيب و الحجامة و الحدادة و بيع الحانات و كتابة الدعاة و الندافی. كما تم تخصيص جزء من هذا المتحف لعرض عادات مدينة قزوين مثل التَعْزِيَة و قطف العنب و البزم ( فی البزم ظهرت قدرة الملوک في الترفيه و الملذات الدنيوية مثل الطعام و الموسيقى و الرقص) و العرس و الحداد.