لفترة طويلة ، ارتبط اسم الفخار في إيران بلالجين ، البلدة القديمة للفخار في مقاطعة همدان و بالقرب من مدينة بهار. بفضل جهود الفنانين بجهد عالی في هذه المنطقة ، نعرفها اليوم بأسماء مثل "مدينة الفخار العالمية" أو "عاصمة الفخار في العالم". يعود تاريخ صناعة الفخار و الأشياء في هذه المنطقة إلى أكثر من سبعة آلاف عام ، و وفقًا للأدلة التاريخية ، كانت هذه المدينة مركزًا لإنتاج الفخار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها في العصور القديمة.
إن الفخار لسكان هذه المنطقة ليس فقط وظيفة لكسب العيش و كسب الرزق ، بدلاً من ذلك ، فهو مرتبط جدًا بنسيج حياتهم لدرجة أنه قبل كل شيء يجب اعتباره أسلوبًا و طريقة حياة بالنسبة لهم التي قاموا بحمايتها بكل قوتهم عبر التاريخ. كانت إحدى اللحظات التاريخية الصعبة في حياة خزافين لالجين هي غزو المغول على هذه الأرض ، و الذي أدى بالإضافة إلى العديد من التدمير إلى وفاة العديد من فناني لالجين. و مع ذلك ، مع الجهود المتواصلة للفنانين الذين تعلموا الفخار من الأجيال السابقة ، أعادوه إلى الحياة.
اليوم ، يشارك جزء كبير من سكان لالجین في صنع جميع أنواع الفخار الوَظيفِيَّة و الزخرفية في ورش عملهم المنزلية بالطريقة التقليدية. و قد تسبب هذا الفن في ازدهار المنطقة من وجهة نظر السياحة و نتيجة للنمو الاقتصادي للمدينة و المحافظة. من وجهة نظر الفنية ، يعمل الخزافون في لالجین بالعجلات و بدونها ، و الميزة الفريدة لفخارهم هو أنهم مصدر جميع المواد الخام من لالجین نفسها و المناطق المجاورة. و يتم إنتاج الطين ، و الملاط ، و مواد التزجيج الخام و الألوان من هذه المواد الطبيعية بطريقة تقليدية تمامًا.
قبل ذلك ، كانت أعمال الفخار في همدان عبارة عن أطباق وَظيفِيَّة بأحجام و أشكال مختلفة أحادية اللون ، بألوان سائدة من اللازوردية و البني و الأخضر و الأصفر ، و التي اشتهرت بالتألق الاستثنائي للتزجيج. اليوم ، بالإضافة إلى هذه الأشياء الوَظيفِيَّة ، يعد صنع أعمال المينا المزججة الزخرفية أيضًا أحد الفروع الرئيسية للفخار في لالجين. طلاء المينا أو التزجيج هو تقنية يتم فيها ، بعد تحضير التزجيج ، دهنها بألوان ذات درجة حرارة منخفضة. معظم الأفران الموجودة في هذه المنطقة مصنوعة من الطابوق ، و هي مرتبة بطريقة تقليدية و تجدر الإشارة إلى أن اسم لالجين يتألق باسم "مدينة الفخار العالمية" بين المدن و القرى التي تم تسجيلها من قبل المجلس العالمي للحرف اليدوية.
