لطالما لعب الحجر ، باعتباره أحد أقدم المواد المتاحة للبشرية ، دورًا مهمًا في تشييد المباني الدائمة ، و لكن إذا أردنا أن نذكر عملًا رائعًا من أعمال النحت و الهندسة المعمارية بين المباني المعاصرة ، فإن قلعة خدا رحم خان هي بلا شك واحدة من أهمها. تم بناء هذه القلعة التي تقع في مدينة چالِشتُر على بعد 5 كم من شهركرد عاصمة محافظة چهار محال و بختياري عام 1321 هجرية أو 1282 هجرية حسب التاريخ المسجل على أحد التیجان الحجرية .
و كما هو واضح من اسم هذا العمل الجميل فإن هذه القلعة بناها خدا رحم خان بمزيج من العمارة القاجارية و الأوروبية مع تیجان حجرية منحوتة بشكل جميل.
يضم هذا المجمع التاريخي أجزاء مختلفة مثل البوابة الحجرية و خان نشين و البنایة الداخلية و الحمام و المستودعات و الإسطبلات . تتكون القلعة من ساحتين خارجية و داخلية . يُعرف الفناء الخارجي للقلعة او خان نشین قلعه بقصر خدا رحم خان و يعرف الفناء الداخلي بقلعة ستوده ، و ترتبط هاتان القلعتان بممر .
تم استخدام جزء خان نشين من القلعة كمكان عام لأهالي القرى الخاضعة لأمر الخان ، و التي تحتوي على 38 تیجان حجریة مع بوابة و رواق و من الزخارف المستخدمة في جزء خان نشین ، يمكن أن نذكر زخارف الزهور و الدجاج ، و الزخارف النباتية و الملائكة ، و التي تم نحتها بإتقان و مهارة رائعة .
و كان الجزء الداخلي مكاناً خاصاً لحياة و إقامة عائلة الملک و أقاربه ، و شرفته بها 10 أعمدة حجرية و من السمات المهمة للجزء الداخلي استخدام أسلوب الرسم اللندني ، و هو مزيج من أساليب الرسم الإيرانية و الغربية و يتم في هذا الأسلوب استخدام الزخارف مثل الزهور و المزهريات ، و أسطورة ليلي و مجنون ، و قصة يوسف و زليخا ، بالإضافة إلى الزخارف الإسلامية و الآيات القرآنية . وصل استخدام أسلوب الرسم اللندني إلى ذروته في فترة القاجار .
خلال الحرب العالمية الأولى ، كانت هذه القلعة مكان إقامة و بحث العلامة علي أكبر دهخدا ، و قد استخدم الكتب الموجودة في مكتبة هذه القلعة لكتابة كتابيه الشهيرين " القاموس " و " الأمثال و الحکم ".
أما مجمع تاريخي چالشتر ، و الذي يقدم نموذجًا جميلاً لهندسة هذه الأرض في السنوات الأخيرة لزوارها ، فهو يضم أيضًا متحفًا أنثروبولوجيًا ، و متحفًا للتحف الحجرية ، و متحفًا للعمل و الحياة .