ميرزا محمد غفاري ، الملقب كمال الملك ، رسام إيراني شهير ، ولد في كاشان حوالي عام 1270 هـجری. أمضى سنواته الأولى في كاشان وجاء إلى طهران في سن الخامسة عشرة بعد إكمال تعليمه الابتدائي. و دخل مدرسة دار الفنون بعد ثلاث سنوات ، خلال الامتحانات النهائية عندما جاء ناصر الدين شاه إلى المدرسة ، شاهد أحد أعمال كمال الملك بالأسود و الأبيض و لفت انتباهه. نظرًا لوجود غرفة في قصر الملقف فی قصر جولستان لأغراض الرسم ، بدأ الرسم هناك بأمر من ناصر الدين شاه ، و بعد أربع سنوات حصل على لقب رسام البلاط. و في عام 1310 هـجری ، بالإضافة إلى الجوائز ، أطلق عليه الملك، لقب كمال الملك ، و كانت لوحة قاعة المرايا أول لوحة أعدت بتوقيع كمال الملك. و هذه لوحة لم تذهب بعد إلى اوروبا و لم تتقن علم المنظور في الرسم. ناصر الدين شاه عومل كمال الملك بحنان و رحمة لا حدود لهما لقد عبر عن ذلك بنفسه على هذا النحو "كلما كنت أرسم لوحة للملك ، كان ينظر إليها لفترة و يبدأ في وصفها ، ثم يضع اللوحة على الأرض و يأمرهم بإحضار أكياس الأشرفي و صب أكبر قدر من الأشرفي على اللوحة. كان السطح مغطى بالأشرفي ، ثم يشير إلي لألتقطه . ذهب كمال الملك إلى أوروبا عام 1314 هجری و درس فيها و رسم لمدة ثلاث سنوات ، و في هذه الفترة أعد أكثر من اثنتي عشرة لوحة مستوحاة من أعمال مشاهير أساتذة غربيين مثل رامبراند في متحف لوور و ورسای و بعد عودته ، أحضره معه إلى إيران. في فترة مظفر الدين شاه قاجار كمال الملك ، لأنه كان يضطر أحيانًا للرسم حسب ذوق الملوک ، قرر مغادرة إيران لفترة و مكث في بغداد لمدة عامين. و كانت لوحات شهيرة مثل يهودی العراف في بغداد و بائع الذهب البغدادي و تلميذه و ساحة كربلاء نتيجة هذه الرحلة. بعد ذلك دعا مظفر الدين شاه كمال الملك إلى إيران بإصرار شديد و عاد إلى إيران عام 1323، لكنه رفض الانصياع لأوامر الملك و رسم لوحة له بحجة الارتجاف. و منذ عودته تزامنت مع الثورات الدستورية الإيرانية ، شارك في هذه الحركة و نشر مقالات في الصحف. في السنوات التالية ، مع إنشاء مدرسة الصناعات الجميلة في إيران ، تم تعيينه مديرًا لها ، و بعد فترة ، بسبب الخلافات مع وزير التربية و التعليم فيما يتعلق باستقلال المدرسة ، تخلى عن العمل الحكومي و التدريس. و في العام القمري 1347 ، ذهب إلى منزله الشخصي في حسين آباد نيشابور و أخيراً في عام 1359 قمري (1319 شمسي) توفي بسبب كبر سنه عن 93 عامًا.
