تُربت جام هي إحدى مدن محافظة خراسان الرضوية و التي سميت باسم الشيخ أحمد جام و بحسب البعض فإن اسم هذه المدينة يأتي من الشكل الذي كان يمكن رؤيته من المرتفعات المحيطة بها في العصور القديمة. عرفنا هذه المنطقة و مركزها عبر التاريخ بأسماء مختلفة مثل پوژگان و بوزجان و جام.
تؤدي هذه المدينة من الشمال إلى مشهد المقدس ، و من الشرق إلى نهر هريرود ، و من الغرب إلى تربت حيدرية ، و من الجنوب إلى بلاد أفغانستان . مدن هذه المدينة هي صالح آباد و نصر آباد و نيل شهر و يبلغ ارتفاع المدينة 928 مترا فوق مستوى سطح البحر و تبلغ مساحة هذه المدينة حوالي 8166 كيلومترا ً مربعاً ، و قد تم بناؤها في شرق خراسان و بحسب آخر احصاء السکان ، بلغ عدد سكان تُربت جام 262712 نسمة . معظم سكان هذه المدينة هم من المسلمين و أتباع الديانتين الشيعية و السنية . تتعايش مجموعات عرقية مختلفة مثل التركمان و العرب و البلوچ و الفارسية في هذه المنطقة .كما تقع هذه المدينة في منطقة شبه صحراوية ذات صيف حار و جاف و شتاء بارد من الناحية المناخية ، و يقع مناخها في الجزء الشمالي من الجبال و أهمها جبل شاهنشين الذي يبلغ ارتفاعه 2117 مترًا و عرضها 48 كيلومترًا و يعتبر هذا الجبل أكثر الجبال المائية في هذه المنطقة مع غابات الفستق الطبيعية . سهل جام ، و هي جزء من مستجمع مياه قره قوم ، بها نهري جام و هريرود. هذا السهل خصب للغاية و تزرع فيه المحاصيل الرئيسية مثل القمح و البنجر و الشعير و الشَّمَنْدَر و القطن و البطيخ و البِطِّيخ الأحمر و الكمون و محاصيل الحدائق . تشتهر منطقة تربت جام في شمال خراسان بأنها منطقة تاريخية و ثقافية و أدبية و فنية ، و عادةً ما يحمل الأشخاص المولودون في هذه المدينة معهم ما يدل على خلفيتهم الثقافية و التاريخية . تعمل نساء هذه المنطقة من خراسان في مختلف الحرف اليدوية مثل نسج السجاد و نسج الخَيش و نسج الپلاس ( إنه نوع من سجادة الصوف ذات الجانب الواحد و التي تستخدم غالبًا كسجادة) و نسج الجوال ( يسمى كيس حمل و تخزين القمح ، و الجوال هو كيس ذو وجهين يوضع على الحمير و الخيول ، و نظرًا لثنائه فهو بمثابة سرج أيضًا ) و الخُرْجُ و في الوقت نفسه ، يعتبر سجاد تربت جام من أهم الصناعات في هذه المحافظة ، و التي لها أيضًا جانب تصديري . من الصناعات الأخرى المشهورة في هذه المنطقة يمكننا أن نذكر نسج المناديل و الخیام الیلیة .
كما أن هذه المدينة غنية جدًا من حيث المعالم التاريخية مثل مقبرة الشيخ جام ، و جسر خاتون ،و تل جهانگیر آباد ،و تل سراب ، و تل شور قلعه ، و تل صدر آباد ،و تل طلایی ،و تل قشه توت ، و تل گرماب ،و تل گلارچه ، و تل گنج آباد. ، و خواجة حسام ، و قلعة استاي ، و قلعة زور آباد، و قلعة فیض آباد ، و قلعة گبری ، و قلعة گوش لاغر ، و قنقر ، و كاريز ديوان ، و گلار صارم ، و مسجد خواجة عزيز الله و من بين جميع عوامل الجذب لهذه المدينة القديمة ، تُعرف اليوم أكثر من أي شيء آخر بأنها مجال مهم و إمكانات قوية في مجال السياحة الثقافية و أحد فروعها الجديدة ، و هي السياحة الموسيقية .
موسيقى تربت جام لها تاريخ قديم جدًا في إيران . الدوتار ( إحدى الآلات الإيقاعية للموسيقى الإيرانية ، و كما يوحي اسمها ، فهي تحتوي على وترين ) هي الآلة الأكثر أهمية التي يتم العزف عليها بمهارة كبيرة في هذه المدينة.
تنبع موسيقى هذه المنطقة من طقوس و عادات تعود لآلاف السنين . منظومه خوانی (و يطلق عليها نوع من القصائد ، و هي عادة تكون قصة و طويلة) ،و شاهد خوانی ( قرائة الحداد) ، غناء الأضحى (قرائة لعید الاضحی) ، و قرائة الصلوات ، و موسيقى السفر،و تَهْوِيدَة الأم ، و الموسيقى التربوية ،و الدعوات ،و النعت ،و مدح و قرائة الفضائل هي من فروع الموسيقى في تربة جام.
يمكن لهذه الموسيقى أن تعزز روح الإنسانية و الإيثار و تعطي هوية للمجتمع. كما أن جميع أنواع الرقصات و الألعاب المحلية شائعة في منطقة تربت جام و من بينها رقصة هتم او هتن و لعبة هپل و لعبة العصا.