الكهوف هي عبارة عن حفر تكونت على مدى ملايين السنين نتيجة انحلال الصخور في الماء و ذوبان الجليد، و كانت منذ القدم بمثابة مأوى طبيعي للإنسان لحمايته من ایذاء الحيوانات البرية و الطقس السيئ.
تم العثور على العديد من الكهوف حول طهران، و يعتبر كهف بورنيك بالقرب من قرية هرانده أحد هذه الكهوف الجميلة.
كلمة بورنيك مكونة من جزأين "بور" و"نيك" حيث "بور" تعني مكان آمن و "نيك" تعني جيد و بشكل عام تعني "مكان آمن جيد"، و هو ما يتناغم تمامًا مع كلمة "بورنيك" استخدام هذا المكان للأشخاص الذين كانوا يعيشون في الكهوف في ذلك الوقت.
لرؤية هذا النصب التذكاري للطبيعة، عليك الذهاب إلى مدينة فيروز كوه و على بعد 15 كيلومتراً جنوب غرب فيروز كوه، نصل إلى قرية " هرانده " الجميلة التي يوجد بها نهر مملوء بالمياه يسمى " نمرود "، و بأشجارها الجميلة و ازقة الخضراء و الجميلة، فهي من أنسب الأماكن لمشاهدة المعالم السياحية و تناول الطعام فيها فی موسم الصيف الحار.
يتحدث أهل القرية اللغة الگيلكي و يكسبون ارزاقهم من خلال الزراعة و تربية الحيوانات و إنتاج الحرف اليدوية، إلا أن المنتج الرئيسي لأهل القرية هو البطاطس.
و بعد أقل من ساعتين من المشي إلى الجانب الجنوبي من القرية، نصل إلى كهف بورنيك. المغارة ، مع بوابة التي تبدو مبتسمة لضيوفها و برودتها اللطيفة، تبشر بتسلق مغارة ممتعة. بنزول 150 درجة، تبدأ الرحلة إلى 3 قاعات متداخلة فی الكهف، كل منها لها ارتفاع مختلف و يبلغ طول هذا الكهف حوالي 3500 متر، و يعتبر أطول كهف معروف حول العاصمة.
كان كهف بورنيك مكانًا لسکن الانسان في العصور القديمة و الفخار الموجود في الكهف يؤكد هذه الحقيقة و لكل قاعة استخدام خاص لسكان الكهف حسب موقعها و ظروفها. القاعة الأولى أو القاعة الخارجية كانت المقر الرئيسي لسكانها و تصل القاعة الثانية إلى القاعة الثالثة بمنحدر شديد الانحدار و هو أعمق جزء من الكهف و في نهاية القاعة الثالثة توجد جُرْف عمق بعضها 20 مترا.
يتمتع هذا الكهف بقيمة جيولوجية و حفرية خاصة حيث يحتوي على طية محدبة و نوازل و صواعد الکهوف بألوان مختلفة من الرملي و الأبيض و الوردي و أخيراً ، رحلة إلى هذا الكهف الجميل تجمع بين متعة تسلق الكهف المثير و شعور السفر إلى زمن البشر الأوائل، و هو المكان الذي يدعونا لاكتشافه بعد آلاف السنين و كأنه سر.