كهف کبوتر (الحمام) مراغه
مراغه هي إحدى المدن القديمة في محافظة أذربيجان الشرقية و لها مرصد لا يزال ملتقى لعلماء الفلك ، و بها نهر يمر بوسط المدينة و أعطى لها وجها مختلفا ، و بها معالم تاريخية مثل القبة الحمراء و القبة الغفارية و مسجد الجامع الذي يستقبل الكثير من المسافرين كل عام .
يدل وجود معبد مهر في هذه المدينة على تاريخ مراغة القديم ، إلا أن ذروة ازدهارها و عظمتها تعود إلى زمن الإيلخانات عندما اختارها هلاكوخان المغول عاصمة لها و يعتبر وجود جبل سهند و نهر صوفی چای و الينابيع المعدنية من المعالم الطبيعية لهذه المدينة .
من المعالم الطبيعية الأخرى الأقل شهرة ، يمكننا أن نذكر كهف هامپوئیل أو غار کبوتر ، و الذي يتطلب بالطبع معدات تسلق الكهف و مهارات فنية لاستكشافه بشكل كامل .
تقع هذه المغارة على بعد 25 كيلومتراً جنوب شرق مراغة على الجانب الأيمن من نهر موردی چای . هناك طريقتان للوصول إلى هذه المغارة : طريق مسفلت من مراغة إلى سر اسکند هشترود بطول 10 كم ، و استمرار ذلك الطريق الترابي و مالرو بطول 15 كم، و الذي يمر عبر قرية « تازه کند سفلی ».
الطريق الثاني هو طريق جبلي متعرج وصعب يبلغ طوله 20 كيلومترًا
يوجد على طول الطريق العديد من ينابيع المياه المعدنية التي يمكنك الوصول إلى مدخل الكهف من خلال المرور بها على ضفة نهر موردی چای .
بناء على الأدلة الأثرية و اكتشاف عدة أدوات حجرية ، يعتقد الباحثون أن الكهف يعود إلى العصر الحجري القديم ( العصر الحجري )، و بما أن 50% فقط من هذا الكهف تم اكتشافه من قبل الكهوف ، فيمكن استكشاف كهف کبوتر مكانًا للاكتشافات التاريخية و الطبيعية الجديدة للباحثين .
بسبب تجمع الحمام في مدخل الکهف و داخل الكهف يطلق عليه اسم كهف کبوتر ( الحمام ) و الذي يعرف باسم كهف هامپوئیل باللغة المحلية . يكتب عنها حمد الله مستوفي في نزهة القلوب : " ... في صحراء دي جنبدق من نواحی مراغة ، هناك بئر فيه حمام كثير ، يلقون فخًا فوق البئر فيصطاده الحمام " و عمق تلك البئر يزيد على خمسمائة جز.. .".
يبلغ ارتفاع هذه المغارة 1600 متر ، و تبلغ أبعاد فتحة المغارة 5×10 و ارتفاعها من 25 إلى 35 مترا ً. يوجد عند مدخل الكهف نقش باللغة الروسية يعود تاريخه إلى عام 1925.
عندما تدخل الكهف ، ستصل إلى ساحة واسعة بدون أي زخرفة من الصواعد ، لا يوجد سوى فتحتين جميلتين في السقف ، و التي ربما كانت موطنًا للخفافيش و الحمام و أخيرًا ، كان هذا الكهف في السابق مكانًا تعيش فيه الخفافيش ، لكنه تعرض للتدمير بسبب كثرة السياح و إهمال البيئة .
على الجانب الأيمن من هذه الساحة ، يوجد طريق ضيق يربط هذه الساحة بالساحة الثانية ، و هو طريق يصعب عبوره قليلاً و في المربع الثاني توجد أربع حفر و منخفضات خطيرة ، و إهمالها يعرض الحياة للخطر ، حيث أدى هذا الإهمال إلى أحداث مؤسفة للسياح .
هذه الثقوب هي الآبار الأربعة التي تزيد من غموض هذا الكهف و يوجد داخل الآبار منسوبان للمياه الجوفية ، أحدهما تهدم نتيجة انهيار الأرضيات ، و يوجد منسوب آخر للمياه الجوفية ، يمكن سماع صوتهما و لكن لا يمكن رؤيته و لا يمكن الدخول إلى الساحة الثانية و الوصول إلى الآبار بدون معدات مثل خزان أكسجين و مصابيح أمامية و كشاف و حبل و الأهم دليل لأنه لا يوجد أكسجين كافي بالقرب من البئرين الثالث و الرابع و هناك خطر التوهان .
في الساحة الثانية ، بالإضافة إلى رواسب الحجر الجيري و الصواعد الجميلة و الجذابة التي تبهر الأبصار و تضاعف جمال الكهف ، فهي تحتوي على قاعات مذهلة اختار المغاورون اسمًا لكل منها .
من بين أمور أخرى ، يمكننا أن نذكر قاعة غمگین ( حزینة ) ، و قاعة معبد ،و بئر و قاعة خفاش ، و قاعة آینه ( مرایا )، و برکة کوثر ، و منتجع التزلج ، و بئر داود ، إلخ. على سبيل المثال ، يعتقد أصحاب الكهف أن الضوء عندما يسلط على سقف قاعة المرايا فإنه يعكس الضوء كالمرآة ، و من هنا عرفت بقاعة المرايا .
و من المميزات الفريدة لهذا الكهف وجود رماد في الساحة الأول و الثاني نتيجة التغيرات الجيولوجية التي تصل أحيانا إلى الركبتين .
في هذا المنطقة ، يجري الاستثمار و بناء البنية التحتية السياحية ، و قد نظرت منظمة التراث الثقافي في البلاد في توفير مرافق للمسافرين و السياح ، و تشمل وسائل الراحة و غرف للصلاة و دورات مياه و طرق أسفلتية .
و لكنني أتمنى أن يمتنع السائحون و المسافرون عن رمي القمامة و تدمير النباتات و إتلاف رواسب الحجر الجيري و قناديل البحر ، حتى تبقى هذه المعالم الطبيعية الوطنية في الذاكرة للأجيال القادمة .
.jpg)
