تشتهر مازندران في الغالب بطبيعتها ، بالجبال و الأنهار و الغابات ، و ببحر قزوين و شواطئه الرملية الجميلة . لكن بعض مدنها تتشابك مع التاريخ بشكل غريب ، و لعل أعمالها التاريخية تعادل الأعمال الطبيعية . بهشهر هي إحدى هذه المدن. هذا المدینة تقع في شرق مازندران ، و يوجد في هذه المدينة كهف هوتو و کمربند القديم ، و فيها أراضي ميانكاله الرطبة و محمية هزار جریب ، كما تقع مقبرة سفيد چاه في نفس هزار جریب و من المعالم التاريخية الأخرى وجود حديقة عباس آباد و چهلستون أشرف و حديقة چشمه عمارت ؛ إلا أنها كانت ذات يوم العاصمة الصيفية للصفويين ، لذا لا بد أنها تحتوي على عدة آثار تاريخية عمرها قرون .
و إذا توجهت من بهشهر إلى الجنوب الشرقي – أي باتجاه سمنان - مسافة 90 كيلومترًا ، فسوف تصل إلى قرية سياحية تاريخية تسمى " سرخ گریوه " أو " سرخ گریه " و التي تقع في منطقة یانه سر هزار جریب .تُعرف هذه القرية الجميلة ذات الطبيعة البكر و سكانها الذين اغلب عملهم على تربية الماشية ، باسم آخر قرية مازندران ، و التي تقع على الحدود بين مازندران و سمنان . تقع هذه القرية على بعد ساعة واحدة من چشمه علي دامغان . المناظر الطبيعية و قربها من چشمه علي و وجود منزل " أحمد علي خان هزار جريبي " التاريخي يمكن أن يعزز السياحة في هذه القرية و يخلق سياحة مستدامة في المنطقة.
تم بناء هذا المبنى الذي يعود تاريخه إلى فترة القاجار ، بنفس طراز العمارة القاجارية و السقف الجملوني الذي كان شائعًا في شمال إيران ، و سقفه مغطى بالطين و واجهة المبنى من الطابوق الأحمر و لهذا المبنى المستطيل مدخلان على الجانبين ، و تقع معظم زخارفه في منطقة القبة ( غرفة الحاکم )، إلى جانب الزهور و أوراق الاشجار الملونة ، و ارسی ( نوع من النوافذ الشبكية ) الجميلة . كان هذا المبنى سكنيًا و له ورثة ، لكن حاليًا لا يسكنه أحد و يحتاج إلى ترميم و إصلاح . يمكن ترميمه لإنقاذه من المزيد من الدمار و يصبح متحفًا أو مقهى أو نزلًا للسياحة البيئية حتى يتمكن الناس من رؤية هذا المبنى القديم عن قرب .